حوارات ولقاءات حصرية

د. ثابت شكري لكلاسي: النظام الغذائي يُضع وفقا لظروف الحالة.. ويجب التفريق بين الأخصائي والطبيب

حوار: سلمى عبد الله

يُمكن تعريف التغذية العلاجية بأنها تعديلات يُجريها أخصائي التغذية على النظام الغذائي للإنسان لتناسب حالة أو أعراض معينة.

وهذا تماما ما ينطبق على الحوار الذي أجرته “مجلة كلاسي” مع طبيب اشتهر بشعار عنوانه “ناكل كتير .. نخس كتير“، وذلك على عكس المتعارف عليه عند اتباع نظام غذائي.

د. ثابت شكري، أخصائي علاج طبيعي وتغذية علاجية، حاصل على دبلومة التغذية العلاجية من معهد التغذية العلاجية، وأخرى من جامعة كاليفورنيا.

نبذة عن د. ثابت شكري:

د. ثابت شكري أخصائي علاج طبيعي وتغذية علاجية منذ 5 سنوات.

حاصل على:
-دبلومة من معهد التغذية العلاجية.
-دبلومة التغذية العلاجية من جامعة كاليفورنيا.

كما أنني صاحب كتاب شعاره “ناكل كتير .. نخس كتير“.

أمتلك عيادات في 3 أماكن، وهم ميدان الألف مسكن، التجمع الخامس والشيخ زايد.

عندما بدأت كان السائد هو أن المريض يذهب إلى طبيب من أجل أن ينقص في الوزن، وكل ما يفعله ذلك الطبيب هو إعطاء الكل النظام الغذائي ذاته.

ولذلك أنا كل هدفي هو أن المريض يتبع نظام غذائي لتقليل وزنه، ولا يعود كما كان في السابق عندما يتوقف عنه.

المعروف أن أساس أي نظام غذائي هو تناول القليل من الطعام، فماذا يعني شعار “ناكل كتير .. نخس كتير”؟

ترجع بداية تفكيري في هذا الشعار إلى أنني صعيدي الأصل، تربيت على طعام الأرياف الذي يحتوي على الدهون الكثيرة والحليب كامل الدسم، ورغم ذلك كانوا يتميزون في الماضي بالنحافة حتى الوفاة.

وذلك يرجع إلى أسباب بسيطة، وهي تناول وجبات الإفطار، الغذاء والعشاء في أوقاتهم تماما، أما الآن نستيقظ من النوم على تناول كوبا من الشاي حتى نستطيع التركيز.

ومن هنا أقول إن المدرسة القديمة تفوز دائما.

عندما تأتي مريضة إليّ يكون أول طلب لها هو عدم منع أي طعام، مثل الكشري ومكرونة بشاميل وهكذا، فهذه الحالة إذا ذهبت إلى طبيب ومنعها من ذلك عندما تتوقف عن اتباع النظام الغذائي فمن الصعب أن تستمر في منع نفسها؛ لأن الحرمان الدائم يجعل الإنسان يشعر بالزهق.

ولكن أنا أضع النظام الغذائي على حسب ظروف يوم الحالة، أولا يجري المريض “Inbody”، والذي نرى من خلاله 3 أشياء، وهم ما هي المنطقة التي يشعر بالضيق، ما هي ظروف عمله وما هي طبيعة طعامه، كل ذلك بالإضافة إلى إجراء بعض التحاليل.

كما من الضروري معرفة سبب زيادة وزن المريض، خلال أخر عامين شكوى الحالة تتمثل في تناول وجبة واحدة فقط خلال اليوم ومع ذلك تزداد في الوزن؛ وذلك سببه شيء واحد وبسيط، وهو تقليل مرتب الجسد، أي السعرات الحرارية، وبالتالي لن يعطي النتيجة المطلوبة منه.

وذلك بمعنى أنه من المهم أولا معرفة حالة مقاومة الأنسولين، فيتامين “د”، الغدة، مواعيد العمل وطبيعة الطعام.

على مدار أخر عامين كل الحالات التي تدخل في حالة جفاف يحدث لها مقاومة أنسولين بدون نقاش.

ما هي أكثر الأشياء التي نستخدمها وتعمل على زيادة تحفيز النظام الغذائي؟

نظامي “Mesotherapy” و”Cryotherapy” وجهاز “Cavitation” وتقنية “EMS”، كلها أشياء جيدة جدا، ولكنها بدون نظام غذائي لن يكون لها فائدة، فهي عوامل مساعدة فقط لا غير.

على سبيل المثال، نظام “Mesotherapy” يحل مشكلة البطن، ولكن إذا توقف عنه المريض سيزداد في الوزن أكثر من ما كان عليه من قبل.

قبل أن تبدأ الحالة في الجلسات أشرح لها أولا نظام غذائي؛ لأنها حتى إن لم تتبع هذه الجلسات فإنها ستخسر الوزن أيضا.

هل اتباع نظام غذائي يتسبب في الدخول بحالات اكتئاب؟

من الممكن أن يُسبب اتباع نظام غذائي في الشعور بالاكتئاب في حالتين، حالة الأولى إذا كان المريض يعتمد على الحرمان في نظامه الغذائي وتناول أحد ما أمامه أطعمة يحبها مليئة بالدهون.

ذاك مثله كمثل معرفة شخص يأكل كثيرا ولا يزداد في الوزن أو شخص آخر لا يهتم بوزن جسده.

الحالة الثانية تتمثل في أن 90% من الحرمان في النظام الغذائي هو حرمان سكريات، والتي تلعب على الموت، بمعنى أن تناول الشوكولاتة مثلا يعمل على الاسترخاء والشعور بالراحة والسعادة.

لذلك عن نفسي أُعطي 99% من الحالات التي تأتي إليّ “يوم فري” في يوم الوزن، ثم نبدأ بعد ذلك من جديد كأننا نتقابل للمرة الأولى.

أنا اتعامل مع الجسد كأنه موظف لدي عندما يقوم بعمله أُعطي له المرتب الخاص به.

هل المرض يفرق في التغذية العلاجية؟

بكل تأكيد، الآن ليس الجميع مقتنع بمقاومة الأنسولين لأنه ليس مريض سكر.

ولكن الآن لا يوجد شخص يُعاني من مقاومة أنسولين يستطيع فقدان الوزن دون ضبط نمط حياته أولا.

ذلك على عكس الغدة والمرارة، حيث يكون فقدان الوزن فيهما بشكل قليل وبطىء.

أما بالنسبة لمن يُعانون من مرضي السرطان والسكر (نوع أول وثانٍ)، بالإضافة إلى مشاكل المعدة، كجرسومة المعدة مثلا، والتي أصحابها يكونوا غير مقتنعين بأنها لها علاقة بالوزن.

فالفكرة كلها تكمن في التخسيس والتعالج في الوقت ذاته.

بمعنى تقليل جرعة الكيماوي التي يأخذوها أصحاب مرض السرطان، حيث أن تقليل النظام الغذائي يصاحبه تقليل الوزن على الميزان.

يوجد مريضة تُعاني من الروماتويد ووصل الكورتيزون الخاص بها إلى 10 مللجم، ودان وزنها 103 كجم وهي الآن 78 كجم خلال 4 أشهر ونص، والكورتيزون أصبح من 10 مللجم إلى نصف مللجم يوم ويوم.

ومريضة أخرى كان وزنها 117 كجم وأصبح الآن 89 كجم، تُعاني من هجمات منذ 8 أعوام بسبب مشاكل لديها، لدرجة أن هذه الهجمات أثرت على عيونها، ذلك ما نتج عنه حول بسيط في العين.

هذه الحالة السابقة كانت تأخذ 1 ونصف مللجم من الكورتيزون كل أسبوعين، ولكن لظروف ما تم الإمضاء لها على جرعة لمرة واحدة فقط وليس مرتين، وذلك حدث بسبب النظام الغذائي.

كما أن جمال الوجه يبدأ من المعدة في الأساس، الذي يتناول طعام صحي يفرق كثيرا عن غيره بدون عمليات تجميل أو غيره.

مثل الماء تماما، 90% من مصدر التخسيس هو الماء، لدي 5 شروط للنظام الغذائي، أولهم الماء بمعدل كوبا قبل الطعام وبعده؛ بسبب ما تتميز به من فوائد عديدة، مثل زيادة معدل الحرق، زيادة العرق أو عميلة إخراج الدهون، تقليل علامات الشد أو التمدد التي تظهر في الجسد، فقدان الوزن بدون ترهلات، إعطاء طاقة وتفتيح لون البشرة.

هناك مريضة تُعاني من مقاومة أنسولين بمعدل 8,8 وحدة/مل، وهي بشرتها سمراء جدا بسبب ذلك، ولكن عندما أصبحت تشرب الماء بكثرة فرق معها كثيرا في درجة لون بشرتها.

لذلك أنا دائما أقول إن “الماء هو الدواء الوحيد اللي بيعلي الحرق ببلاش”.

الشرط الثاني هو المواعيد التي تناسب منزلي وليس التي يضعها الطبيب، ثالثا وجبة الإفطار هي الشيء الوحيد الذي يُزيد من معدل الحرق، رابعا وجبة الغذاء وخامسا وجبة العشاء.

وهنا أريد توجيه نصيحة بضرورة ترك الطبيب في هذه الحالات:

-اتباع نظام غذائي يعتمد على الحرمان.
-الإضطرار على شراء طعام مخصوص غير المتواجد في المنزل بسبب النظام الغذائي.
-اتباع بعض القواعد في النظام الغذائي، مثل تناول بياض البيض وليس صفاره، ملعقة عسل وخل باللمون.

أنا بشكل شخصي دائما أوجه بتناول “العيش البلدي” وليس “العيش السن”.

وأريد توجيه سؤال للأطباء التي تنصح بالعكس، لماذا سيدات الصعيد والأرياف لا يزدادون في الوزن على الرغم من أنهم يتناولون “العيش البلدي” دائما؟

هدفي هو جعل المريض يشعر بالراحة النفسية وتغيير نمط حياته بما يتناسب مع الغلاء والحالة الاقتصادية؛ نظرا لأنني أتعامل مع جميع الطبقات.

الحالة هي من تختار النظام الغذائي الخاص بها، فقط كل ما أقوم به هو تحديد كمية الكربوهيدرات التي في المنزل.

هل بالفعل يوجد أطعمة معينة تساعد مرضى السرطان في العلاج وتحفيذه؟

هذا يتوقف على حسب ما يأخذه مريض السرطان من كورتيزون أو كيماوي وفقا لدرجة المرض؛ لأن لكلاهما تأثير مختلف على المعدة.

هناك شيئان مشتركان يعملان على ضبط كل هذا، وهما الماء والألياف التي تأتي من الخضروات، وهي مفيدة جدا وتعمل على تحسين المعدة والمشاكل التي يتسبب بها الإشعاع أو الكيماوي،

وأيضا الفواكهة التي تحتوي على الألياف، مثل المانجو، البرتقال، الموز، الأفوكادو والبطيخ، بجانب الجوافة ولكن ليس كثيرا.

المريض الذي يتعالج بالكيماوي هو أكثر فائدة وتأثير إيجابي، لذلك طبيب الباطنة يُعطي للمريض المحجوز في المستشفى طبق سلطة كبير وآخر به القليل من الخضروات، بجانب الفاكهة أيضا.

هل مقولة “لما تجوع أشرب مايه” صحيحة؟

الماء بشكل عام لا يُسبب أي مشكلة على الإطلاق، ولكن الفكرة كلها تتمثل في تناول وجبة الإفطار بشكل جيد من أجل عدم الشعور بالجوع في الليل.

ثانيا السهر الكثير يؤدي إلى الشعور بالجوع؛ نظرا لارتفاع هرمون الكورتيزون، والذي يرتفع أيضا بسبب التوتر والتدخين.

إذا فالشعور بالجوع شيء طبيعي مع السهر لوقت متأخر من الليل حتى مع شرب الماء، ولكن على كل حال أنا أعمل على تنظيم النظام الغذائي وفقا لمواعيد العمل.

ولكن لا يوجد ضرر نهائية من الماء في أي وقت، ولكنها ممنوعة تماما أثناء تناول الطعام؛ لأنها تسبب في عُسر الهضم.

ما هي أصعب حالة مررت بها؟

أولهم الحالة التي تتحدث كثيرا بدون فائدة، والحالة الثانية التي تكون غير مقتنعة بمقاومة الأنسولين؛ لأن حينها تضطر إلى أخذ أدوية، بعا ألياف وكافيين أما الثالثة فهي التي تكون غير مقتنعة بنزول الوزن بدون ميزان، بل تنظر إلى شكل جسدها على أنه هو ميزانها.

كان لدي حالة عادت بعد غياب 3 أشهر، وكانت معترضة بسبب زيادة وزنها نصف كجم، رغم أنها لم تلتزم بالنظام الغذائي الخاص بها في تلك الفترة، وعندما استكملته فقدت وزنها بالفعل، ولكنها لم تكن مقتنعة بذلك وحتى الآن؛ لأنها كانت تشعر بالغرابة من أنها تأكل كثيرا وتفقد الوزن في الوقت ذاته، هذه الحالة جعلتني أشعر بالتعب حقا.

وجه نصيحة من أجل التمتع بصحة أفضل:

أولا: ممنوع بدء اليوم بشاي، قهوة ونسكافية.

ثانيا: ممنوع تناول الأشياء التي تحتوي على مواد حافظة وماء غازية، مثل الشيبسي والبيبسي، ذلك بجانب منع المعجنات بالطبع.

ثالثا: استبدال الكافيين بنسكافية بلاك مع إضافة حليب كامل الدسم عليه.

رابعا: الحليب يكون كامل الدسم وليس خالي منه.

خامسا: ممنوع شرب الماء أثناء تناول الطعام؛ لأن 90% مِن مَن يفعلون ذلك يُعانون من مشاكل في القاولون.

بالإضافة إلى ذلك يوجد 5 أشياء يجب فعلها، وهم الماء، المواعيد والوجبات الثلاث، بمعدل كوبا من الماء قبل الطعام وبعده، المواعيد تتمثل في كل 3 أو 4 ساعات، بواقع وجبة الإفطار، وجبة خفيفة، وجبة الغذاء، وجبة خفيفة، وجبة الغشاء، وجبة خفيفة.

كما يجب أن تكون وجبة الإفطار هي الأكثر من ناحية الكمية؛ لأنها هي الوجبة الأساسية وليس وجبة الغذاء، ووجبة الغذاء يجب أن تكون نصف الإفطار، ووجبة العشاء ربع الإفطار.

كيف يعرف الجسد أننا تناولنا الطعام في الصباح أو المساء؟

أول وجبة نبدأ بها اليوم هي المختلفة.

ولكن الذي يستيقظ مبكرا ويتناول وجبة إفطاره هو الذي يفوز بفقدان في الوزن بشكل أكثر، أما الذي يستقيظ متأخرا يفقد وزنه أيضا، ولكن ببطء، وذلك وفقا للساعة البيولوجية.

وأرجوا منكم قبل الذهاب إلى أي طبيب التأكد من أنه طبيب وليس أخصائي؛ لأن الأخصائي يكون خريج كلية العلوم أو الاقتصاد المنزلي أو تربية زراعية، بالإضافة إلى أن غير دارس كل من فسيولوجي “علم الأعضاء، أنتومي “علم التشريح”، باطنة وفارماكولوجي “علم الأدوية”.

كما من الممكن أن يكون هناك طبيب خريج كلية ليس لها علاقة بأي من هذه التخصصات، ولكنه حاصل على دبلومة تابعة لنقابة الأطباء ويمتلك كارنية يفيد بأنه أخصائي.

أما الطبيب الذي يكون خريج كلية علاج طبيعي فهو يكون على علم بكل ذلك بشكل كامل؛ لأن هذا هو مجال دراسته.

وكل هذا ينطبق أيضا في الصالات الرياضية، يجب أن يكون المدرب خريج كلية التربية الرياضية، فهو يكون دارس للتغذية العلاجية جيدا.

أخر شيء، أي طبيب يُعطي لك دواء مجهول المصدر لا تُخاطر أبدا بتناوله وعليك ترك ذلك الطبيب على الفور.

أعرف مريضة اكتشفت بعد مرور 8 أعوام من وجود أجزاء من الأدوية متبقية حول جدار الرحم؛ وهذا ما تسبب في الإجهاض.

كيف نستطيع التفريق بين الطبيب والأخصائي؟

يُفضل سؤال الطبيب عن ذلك وإلقاء نظرة على الشهادات.

عموما هذا شيء من الممكن أن يكون واضح من خلال طريقة حديثه، ونصيحة إذا لم يقتنع المريض بكلام الطبيب فعليه تركه والذهاب لآخر.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى