د. مصطفى حمدي لكلاسي: يجب الخضوع لعلاج طبيعي قبل عملية الرباط الصليبي.. والتأهيل غير مرتبط بمدة
حوار: سلمى عبد الله
العلاج الطبيعي هو مهنة طبية وأحد فروع الطب المهمة، والتي من خلالها يقوم المتخصصون المدربون بتقييم وعلاج اختلال الوظيفة الجسدية المرتبطة بإصابة أو إعاقة أو مرض أو حالة صحية معينة.
ويهتم العلاج الطبيعي باستعادة أو تحسين قدرات الفرد الجسدية، وهو مناسب لجميع المرضى من الأطفال حتى كبار السن، عندما تصبح وظائفهم الحركية مهددة نتيجة لتقدم العمر أو الإصابات أو الأمراض أو الاضطرابات الحركية أو أي عوامل بيئية أخرى.
وبالتخصص أكثر فإن العلاج الطبيعي الرياضي هو استخدام الوسائل الطبيعية من حرارة وماء وكهرباء وحركة بعد تقنينها على أسس علمية في العلاج.
كما أن العلاج الطبيعي الرياضي هو وسيلة لتحسين حركات العضلات، المفاصل والأربطة، ويشمل أدوار متعددة الأغراض في علاج إصابات الملاعب.
أجرت “مجلة كلاسي” حوارا ممتعا ومميزا مع د. مصطفى حمدي، المتخصص في العلاج الطبيعي وإصابات الملاعب.
وسنتناول في هذا الحوار الحديث بالتفصيل عن العلاج الطبيعي وإصابات الملاعب، وخاصةً الرباط الصليبي.
نبذة عن د. مصطفى حمدي:
د. مصطفى حمدي:
-أخصائي علاج طبيعي متخصص في أمراض العظام وإصابات الملاعب، خاصةً الرباط الصليبي.
-مالك عيادات kinetix.
-عضو هيئة معاونة بكلية العلاج الطبيعي جامعة AHUC.
-أخصائي العلاج الطبيعي بنادي تليكوم إيجيبت لكرة الباسكت سابقا.
-دكتور بمنتخب مصر لكرة اليد الفريق الأول سابقا.
-حاصل على الدبلومة الاحترافية في إصابات الملاعب من جامعة برشلونة.
-مدرب لياقة معتمد من الأكاديمية الوطنية للطب الرياضي.
-حاصل على دبلومة الفيفا في طب كرة القدم.
-معالج يدوي معتمد من جامعة شيفيلد بإنجلترا.
ولكن الآن لا يعمل غير في حالات الرباط الصليبي فقط، وحقق نتائج كبيرة جدا، وبشكل أسرع من الأطباء القدامى في المجال ذاته.
ما الفرق بين د. مصطفى حمدي وأي طبيب آخر في نفس المجال الخاص به؟
على مدار فترة كبيرة، كان دور العلاج الطبيعي يقتصر على معرفة المدى الحركي وتقليل الأوجاع فقط، ثم بعد ذلك يتابع المريض مع نفسه في صالة ألعاب رياضية أو ممارسة رياضية الجري في أحد الملاعب أو الذهاب إلى أو مدرب أحمال؛ وترتيب على ذلك فشل الكثير من عمليات المرضى.
ولكن الذي يميزني عن أي طبيب أو مكان آخر هو أنني أحرص على متابعة رحلة المريض كاملة، بدايةً من العلاج الطبيعي قبل إجراء العملية، علما بأن إذا لم يخضع المريض للعلاج الطبيعي قبل العملية فإنها لا تعطي الأرقام المرجوة، أكثر من مرة تمكنت من حضور عمليات المرضى، ثم أقوم بالعلاج الطبيعي مع المريض والتأهيل بشكل كامل حتى يستطيع العودة إلى الملعب.
متى أستطيع تحديد أنني في حاجة إلى الذهاب لطبيب علاج طبيعي؟
في أغلب الأوقات طبيب العظام هو من يحول المريض إلى طبيب علاج طبيعي، ولكن الآن هناك مرضى تأتي إلينا بشكل مباشر، وهذا المريض يكون خضع لتجربة علاج طبيعي سابقا وعلى علم بأن طبيب العلاج الطبيعي هو من سيحل مشكلته، وتلك المشاكل تكون عبارة عن إصابات عضلية أو خشونة في المفاصل.
ولكن أحيانا المريض يتوقف عن العلاج الطبيعي لنفس ذات السبب الذي جاء بسببه في البداية، بمعنى أن المريض الكبير في السن لجأ إلى طبيب علاج طبيعي بسبب الألم، والذي بمجرد اختفائه يظن أنه قد شُفى تماما، ولكن للأسف ذلك الألم يعود أشد من قبل.
ونفس الكلام ينطبق على إصابات الملاعب، ولكن مع اختلاف الهدف، بمعنى أن الرياضي يكون هدفه العودة إلى الملاعب مرة أخرى وبأداء جيد.
ويُعد الرباط الصليبي هو أهم الإصابات التي يتعرض لها الرياضيين حاليا.
ما هو ألم الرباط الصليبي؟ وما هو موقعه داخل الجسد؟
موقع الرباط الصليبي هو داخل الركبة ذاتها، ويوجد رباط في الخلف ورباط في الأمام، و هو الأكثر عرضه للإصابة.
ووظيفة الرباط الصيليبي تتمثل في منع حركة عظمة القصبة في التحرك إلى الأمام، وعندما يتعرض لمشكلة يصبح المريض غير قادر على تحديد المسافات بشكل مضبوط، مثل عدم السير في خط مستقيم، وعندما يتعرض للقطع فإنه لا يستطيع التحكم في حركة قدمه وتقوم بخيانته في العديد من المرات.
كيف يمكن للمريض أن يحدد إصابته بأنها قطع في الرباط الصليبي؟
عند الحديث عن الملاعب، فليس شرطا أن يتعرض لاعب ما لتدخل قوي من قِبل أحد زملائه في الفريق الآخر، بل بالعكس، 70% من إصابات الرباط الصليبي تحدث بدون تواصل أو احتكاك مع أحد.
عند حدوث تلك الإصابة فإن صاحبها يسمع صوت “طرقعة” مختلف لم يسمعه من قبل، كما أنه يكون قوي لدرجة الخوف من ارتداد الإصابة بعد الانتهاء من التأهيل بشكل كامل، بالإضافة إلى تورم القدم بشكل كبير وعدم القدرة على السير عليها.
وأغلب المرضى عندما يشعرون بهذه الأعراض فإنهم يذهبون إلى المستشفى في الحال، وهناك يقومون بإجراء أشعة للتأكد من سلامة العظم من عدمه.
ذلك مع وجود احتمال بحدوث كسر في قصبة القدم من الأسفل مع إصابة الرباط الصليبي، وإن لم يحدث فيخبره الطبيب أنه يجب عليه الارتياح في المنزل لمدة أسبوعين ثم إجراء أشعة رنين، والتي من الممكن أن تُبين حدوث قطع كلي في الرباط الصليبي، ثم ينصحه الطبيب بالتدخل الجراحي على الفور، مثل لاعبي الكرة عند تعرض أحدهم إلى قطع في الرباط الصليبي يسافر مباشرةً إلى ألمانيا ويُجري العملية.
مع إن ذلك ليس صحيحا على الإطلاق، عند حدوث تلك الإصابة المخ يُعطي إشارات بضرورة حماية الركبة، وكرد فعل من المخ من أجل حماية هذه المنطقة فهي توقف بوقف عمل العضلة الأمامية، مهما كانت درجة احتراف هذا اللاعب، ولذلك نجد فخذ المريض تعرض للنحافة بعد الإصابة.
إذا ما أريد قوله هو، من الضروري إجراء علاج طبيعي قبل إجراء عملية الرباط الصليبي، والذي يستغرق حوالى 6 أسابيع، ويسعى إلى إعادة تنشيط العضلات، سواء الأمامية أو الخلفية أو السمانة، أو تثبيت الركبة ككل، ذلك بالإضافة إلى معرفة المدى الحركي الكامل؛ لأنه إذا دخل المريض لإجراء العملية وهو يُعاني من مشكلة في هذه الأشياء فإن ذلك سيترتب عليه كوارث، والشهر الذي نحتاجه قبل العملية سيطول لـ3 أشهر، كما يوجد احتمال بإجراء عملية “تنظيف”.
ويستثنى من ذلك الحالة التي تُعاني من مشكلة كبيرة في الغضروف، حيث أنها تحتاج إلى تدخل جراحي سريع في هذه الحالة.
كانت توجد مريضة تخضع للعلاج معي منذ 4 أعوام، و هي كانت لاعبة تنس وتعرضت إلى إصابة الرباط الصليبي في كلتا قدميها، وكان قرار الجراح هو إجراء عملية في الركبة اليمنى، ثم بعد 3 أشهر الركبة الآخرى، وبالفعل خضعت للعميلة في الناحية اليمنى ثم جاءت إليّ للعلاج الطبيعي، وفي الوقت ذاته كانت تخضع معي لتأهيل للركبة الآخرى استعدادا للعملية الثانية؛ نظرا لعدم التحامل عليها.
وبعد مرور 3 أشهر أجرت العملية الثانية، و ما حدث أنها قالت نصا: “قدمي اليسرى تاهيلها أسهل وأسرع من اليمنى، كنت أتمنى الخضوع للعلاج الطبيعي قبل العملية الأولى”.
ومن الأخطاء الشائعة أيضا، ربط عملية الرباط الصليبي بالمدة، ولكن تأهيل الرباط الصليبي الآن مبني معايير وخواص في كل مرحلة (4 مراحل)، وهذه هالخواص ليست مرتبطة بوقت معين، بمعنى أنه إذا ظل المريض يشعر بمشاكل حتى بعد مرور عام كامل، فإننا بذلك مازلنا في المرحلة الاولى من العلاج.
أيضا من المهم جدا اختيار الوقت الصحيح للعودة إلى الملاعب، أغلب من يتخذون قرار عودة لاعب كان مصاب بالرباط الصيبي لا يكونوا على وعي بما تم في فترة علاجه، ولكنهم يعتمدون على المدة وحسب، بمعنى إذا استغرق علاج لاعب ما 9 أشهر فإذا هو جاهز للعودة، هذا القرار لابد أن يُؤخذ في أخر فترة من التأهيل وفقا لقياسات طبية وبدنية، أهمها جهاز الأيزوكينتك، أي من الضروري عودة الكتلة العضلية للقدم المصابة مثل القدم السليمة بدون وجود أي فرق بينهما.
ذلك بالإضافة إلى إجراء اختبارات فنية كثيرة جدا على المريض أثناء العلاج الطبيعي، وقليل جدا من يمتلكون هذه الثقافة.
هل يمكن معلاجة إرتشاح المفصل بالعلاج الطبيعي؟
نعم، الإرتشاح عبارة عن عرض وليس مرض، بمعنى أنه لا يوجد مريض يُصاب بالإرتشاح بدون سبب، إذا كانت مشكلته الأساسية إلتهاب في الكتف مثلا وأثناء العلاج مثله كمثل إصابات الركبة وهكذا.
ما رأيك في حقن الركبة في حالة تآكل الغضاريف؟
هذا شيء جيد جدا، ولكن مع العلم أن أنواع الحقن أو التردد الحراري ليست بالجيدة أو السيئة، ولن الفكرة كلها تدول حول الاختيار، بمعنى ما الذي يحتاجه المريض وفقا لحالته؟
هل يوجد مرضى خضعوا لعملية الرباط الصليبي وهم ليسوا في حاجة لها؟
نعم، 50% منهم لم يكونوا في حاجة لها؛ لأن أعراض الرباط الصليبي التي لديهم ستزول نهائيا خلال شهر أو شهر ونصف بمجرد الخضوع للعلاج الطبيعي، لدرجة ممارسة كرة القدم بشكل طبيعي.
هل هناك لاعبيون خضعوا لعملية الرباط الصليبي ولم يستطيعوا الرجوع لممارسة كرة القدم مرة أخرى؟
نعم، كثيرا جدا.
أخر 20 عاما فقط تم إجراء 7 آلاف بحث عن الرباط الصليبي، وليس الركبة ككل.
وفي المقابل، أخر 20 عاما أيضا تم إجراء بحث عن الحوض والخلفية وأجزاء من الركبة حوالي 6 آلاف بحث فقط.
ولكن رغم ذلك لحد الآن الأسئلة عن الرباط الصليبي أكثر من الأجوبة عليه، و55% فقط ممن خضعوا لعملية الرباط الصليبي يكونوا قادرين على الرجوع لممارسة كرة القدم من جديد، وهذا رقم مرعب، حيث أنه في مقابل ذلك يوجد 45% من المرضي لم يعودو للرياضة، وهذا رقم كبير للغاية.
في الماضي، إذا أُصيب أحد بالرباط الصليبي فإن حياته المهنية انتهت مع تلك الإصابة، ولكن الآن مع تطور العلم والتكنولوجيا أصبح الموضوع أسهل بكثير، ولكن مع زيادة التفاصيل الخاصة بالتأهل يوجد مرضى تستطيع العودة مجددا وآخرين لا.
على سبيل المثال، نذكر اللاعب البرازيلي نيمار، على الرغم من وجوده في المملكة العربية السعودية، ولكنه لم يعود حتى الآن منذ عام كامل.
كيف أحمي نفسي من مشاكل العظام؟
أولا: الاهتمام بالطعام والتغذية الخاصة بي والحرص على اتباع نمط حياة صحي، وذلك يساعد على عدم اللجوء إلى الفيتامينات.
ثانيا: ممارسة تمارين رياضية، مثل التمارين الخاصة بالكتف، الظهر، الرقبة والركبة.
ثالثا: ممارسة رياضة الجري لمدة 10 دقائق في اليوم الواحد.